السبت، 16 أبريل 2011

كوريا الجنوبية .. الجزء الثالث

أكتب لكم اليوم  الجزء الثالث و الأخير من قصة كوريا الجنوبية ....

العلوم و التقنية

ظهرت كوريا بصورة لافتة جدا على مدار الأربعين سنة الماضية و تمكنت من تعزيز تنافسيتها فى مجال العلوم و التقنية وهذا يرجع للمجهودات التى تقوم بها الحكومة ، و يرجع هذا النمو الكبير إلى تنمية العلوم و التقنية .
كما شهدت كوريا طفرة علمية منذ الثمانينيات ، فقد كانت كوريا تعتمد على البحث العلمى الذى كان يمثل لها القوة الدافعة للنمو الإقتصادى ، وضاعفت كوريا إستثماراتها فى مجال البحث و التطوير 66 مرة  لتصل  إلى  28.62  مليار دولار فى عام 2006  ، بعد أن كانت 420 مليون دولار فى عام 1981 ،  و إرتفعت نسبة الزيادة التى حققتها من أعمال البحث و التطوير إلى 7.23 %  من الناتج المحلى و زاد عدد الباحثين ليصل إلى 256589 باحثا فى عام 2006  ،   وزاد عدد الرسائل العلمية إلى 23286 رسالة فى 2006 ، لتحل كوريا المرتبة الثالثة عشرة عالميا .
و قامت كوريا بتطبيق براءات الإختراع و طبقت 5935 تطبيقا .

الثقافة

عبر تاريخها الطويل الذي يتجاوز آلاف السنوات، أرست كوريا سمات ثقافية فريدة تعكس التفاؤل والتواضع والمشاعر الجمالية الثرية للشعب الكوري، وقد وجدت هذه المشاعر طريقاً للتعبير عنها من خلال الفنون الجميلة والأدب وفن العمارة وأسلوب المعيشة وثقافة المطبخ وغيرها من المجالات الآخرى، واعترافاً من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بثراء التراث الثقافي القديم لكوريا، فقد أدرجت المنظمة سبعة من الكنوز الثقافية الكورية ضمن قائمة التراث العالمي التي أعدتها.

كنوز الثراث الثقافي العالمي


معبد بولدوكسا وسوك جورام


يمثل معبد بولجوكسا خلاصة فن العمارة الكوري، حيث يتكامل مع الأساليب الكورية الأساسية، بحيث بات معياراً لبناء المعابد، ويرمز هذا المعبد الذي بني في الفترة (751-774) إلى "أراضي بوذا النقية" من حيث تصميمه بالصخور المتشابكة التي منحت المعبد هيبة وأناقة، وتم تشييده تحت إشراف رئيس الوزراء كيم داي سونج خلال عصر مملكة شيلا التي وحدت كوريا (57 ق.م – 935 م.)، كما تم بناء كهف سوك جورام الذي يعتبر واحداً من أجمل القطع الأثرية الكورية خلال هذه الفترة، وتم نحته من الجرانيت الأبيض، وهو يجمع حصيلة معرفة مملكة شيلا في فن العمارة والرياضيات والهندسة والفيزياء والدين والفنون في كيان عضوى واحد، بينما تجسد صورة بوذا في وسط الكهف إحساساً عميقاً بالسمو والرهبة، وتحيطه على الجدران 38 صورة لبوذا ومبدأ الانضباط وحماة دارما وملوك الجنة الأربعة.

ألواح تريبيتاكا كوريانا وجانج جيونج بان جون


يوجد "جانج جيونج بان جون" في معبد "هينسا"، وهو مخزن لحفظ الألواح الخشبية التي كانت تستعمل لطباعة تعاليم تريبيتاكا كوريانا، وتعد تريبيتاكا كوريانا من الكنوز الثقافية التي أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي، وقد تم تشييد المخزن في عام 1488، وبفضله، تم الحفاظ على ألواح تريبيتاكا كوريانا – تعاليم البوذية - لقرون عدة، والمبنى ليس بديعاً من الناحية المعمارية فحسب وإنما أيضاً في تصميمه الفريد الذي يسمع بالتهوية الطبيعية والتحكم في درجات الحرارة والرطوبة. وتمت كتابة تعاليم البوذية، التي تعد الأقدم والأكثر شمولية بين كافة التعاليم البوذية الموجودة في الوقت الراهن، على 81340 لوحاً خشبياً خلال الفترة بين 1236 - 1251، حيث تم نحت كافة الألواح بحروف بارزة، وهو ما يؤكد مدى تقدم فن النحت في المملكة في ذلك الوقت.

كنوز أخرى من التراث العالمي


وتوجد أيضا توجد خمسة مقتنيات ثقافية كورية أخرى في قائمة التراث العالمي، منها قصر "تشانج دوك جونج" وضريح "جونج ميو" وحصن "هواسونج" ومنطقة "كيونج جو" التاريخية ومواقع "دولمين" في "جو تشانج" و"هوا سون" و"جانج هوا". وقد بني قصر "تشانج دوك جونج" الذي يعرف باسم "الفضيلة المشرقة" في عام 1405 كقصر ملحق، وتوجد فيه أقدم بوابة في العاصمة سيول، وهي بوابة "دون هوامون"، التي بنيت عام 1412، بالإضافة إلى الحديقة المعروفة باسم "هو وون"، الحديقة الخلفية، ويحتوي القصر في الوقت الراهن على 41 مبنى من الغرف والصالات، وتعد صالة "إين جونج جون" – القاعة الرئيسية للعرش هي الأكثر روعة، حيث يوجد فيها كرسي العرش، و"ناك سون جاي" التي يرقد فيها آخر أحفاد سلالة أسرة "يي" الملكية. أما "جونج ميو"، فهو ضريح ملكي قديم لأرواح ملوك وملكات "جوسون" (1392- 1910) حيث تقام فيه الطقوس والاحتفالات، وقد أدرجت منظمة اليونسكو الشعائر والموسيقي التي تستخدم في هذه الاحتفالات كممتلكات ثقافية فريدة. وبني حصن "هو سونج" بأمر من الملك "جونج جو" الذي يحتل الترتيب 22 في الأسرة الملكية (1776-1800)، وذلك عندما قرر نقل مقر الحكم من سيول إلى سو وون جنوب العاصمة، لكي يكون بالقرب من قبر أبيه. ويعتبر "هوا سونج" من أكثر الحصون الكورية القديمة التي صممت وبنيت على أسس علمية لصد هجمات الرماح والأسهم، بالإضافة إلى القنابل والمدافع. أما منطقة "جيونج جو" عاصمة مملكة شيلا (57 ق.م – 935 م) فقد أدرجتها منظمة اليونسكو كإحدى المناطق التاريخية العشر على مستوى العالم، حيث ما زال الكوريون يطلقون عليها اسم "المتحف المفتوح"، نظراً للمباني التاريخية المميزة التي تحتويها مثل المعابد والمقابر والأضرحة الملكية والنقوش والتماثيل، وغيرها من الآثار البديعة. ومن بين أشهر الآثار التاريخية أيضا "مرصد تشوم سونج داي" - أقدم أبراج الرصد الفلكي في الشرق - حيث تم بناؤه خلال الفترة الممتدة من عام 632 إلى 647، وأخيراً الدولمان، والتي تمثل مقابر العصر الحجري والبرونزي خلال فترة ما قبل التاريخ (1000-300 ق.م)، وتضم كوريا أكبر عدد من الأضرحة التاريخية في العالم، وقد تم اكتشاف العديد من المقابر التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ في "جو تشانج" و"جولا بوك دو" و"هوا سون" و"جولانام دو" و"جانج هوا" و"جيونج جي دو".

الفنون الجميلة


اشتهرت كوريا عالمياً بالمنتجات الخزفية والتي تم تطويرها لتصبح واحدة من أهم الفنون الجميلة الكورية. وفي أعقاب توحيد مملكة سيلا، بدأ مصنعو الخزف الكوريين في إضافة طبقة ملساء إلى منتجاتهم الخزفية وتزيينها، وشمل ذلك الأباريق والأواني والفناجين والجرار، وكانت أعمال الزينة في صورة نقوش أو تصميمات بالحفر والطباعة أو عبر رسومات الحبر. وظهرت خلال هذه الفترة تقنية السيلادون التي اشتهرت بها كوريا وعملت على تطويرها، وتمكنت مملكة كوريو (918-139237 ق.م – 668 م.)، وبينما تبدو رسومات كوريو أكثر ديناميكية وتناغماً، فإن رسومات مملكة سيلا تبدو أكثر دقة ودعوة للتأمل. وازدهرت رسومات مملكة سيلا بعد توحيدها للممالك الثلاث في القرن السابع، وإبان عصر مملكة "جوسون" (1392- 1910) اهتم الرسامون المحترفون برسم اللوحات المستوحاة من الطبيعة، وخلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، أنتج رسامون من أمثال جونج سن (1676-1759) وكيم هونج دو (1745) وشين يون بوك (1758) أعمالا فنية تتناول كافة جوانب الحياة.

الموجة الكورية


الموجة الكورية ظاهرة ثقافية اجتماعية حديثة نسبياً تشير إلى الانتشار السريع للثقافة الكورية بما فيها الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية والموسيقى في ربوع القارة الآسيوية منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي وخاصة في الصين واليابان وتايوان والفلبين وفيتنام، وهي تنتشر الآن أيضا في كافة دول العالم. وقد انطلقت أولى هذه الموجات عبر المسلسل الدرامي "ما هو الحب"؟ والذي نال شعبية هائلة في الدول الناطقة باللغة الصينية، وتبع مسلسل "ما هو الحب" مسلسلات من قبيل "حكايات الخريف"، "ونجوم في قلبي"، و"شتاء سوناتا"، و"جوهرة القصر"، والتي ساهمت جميعها في خلق شهرة واسعة للدراما الكورية تجاوزت حدود الدول الناطقة باللغة الصينية. ومنذ بث هذه المسلسلات، تم إنشاء العديد من الأندية من قبل جماهير المعجبين بأبطال الأعمال الدرامية الكورية مثل الممثل باي يونج جون، والممثلة "تشوى جي وو" بطلي مسلسل "شتاء سوناتا"، وأيضا الممثل سونج سونج هيون بطل مسلسل "حكايات الخريف" والذي أصبح من أشهر نجوم الدراما في اليابان والصين وغيرها من الدول التي انتشرت فيها الموجة الكورية، وأيضا الممثله لي يونغ آي (دي جانغ غوم) في جوهرة القصر. وكانت أحدث محطات الموجة الكورية مسلسل "جوهرة القصر"، والذي أثار مستوى جديدا من الاهتمام بالملابس التقليدية الكورية والعلاج بالأعشاب والمطبخ الملكي الكوري، حيث تعود أحداثه إلى القرن السادس عشر، ويتفق الخبراء على أن هذا الإقبال الهائل على الدراما الكورية يوضح مدى قوة "البرمجيات الثقافية" الكورية. كما ازدهرت صناعة السينما الكورية وحققت أرباحاً هائلة حيث بلغ عدد التذاكر المباعة 10 ملايين تذكرة، مثل فيلم "سيلميدو"، و"تاي جوك جي"، وفيلم "المضيف"، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ساهم نجوم موسيقى البوب الكورية مثل فرقة"سوبر جونيور"و"بواه" و"بي رين" في زيادة شعبية الموجة الكورية.

Print Friendly and PDF
إشتــــرك يصــــلك كل جديــــد:
*ستصلك رساله على ايميلك فيها رابط التفعيل برجاء الضغط عليه حتى يكتمل اشتراكك*

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Powered by Hdfna